في بعض المواقف، لا يكون الرحيل ضعفًا، بل قمة الحكمة. هناك لحظات في الحياة لا ينفع فيها التبرير، ولا تُجدي فيها المحاولات العقيمة لإصلاح ما لا يُصلح. يكون الصمت هو الجواب الأبلغ، والانسحاب هو الموقف الأسمى.

الرحيل بصمت ليس هروبًا، بل قوة داخلية ترفض الاستمرار في علاقة أو بيئة تستنزف الروح. كثيرون لا يفهمون هذا النوع من القرارات، لأنهم اعتادوا الصراخ عند كل فراق، والتشبث بما يجب أن يُترك.

في صمتك رسالة، وفي انسحابك كرامة. فلا تفسر قرارك لأحد، ولا تبحث عن تصفيق لألمك. فقط امضِ… بثبات، لأنك اخترت السلام على الحرب، والنور على العتمة، والكرامة على التنازل.

الانسحاب فنّ… لا يُجيده إلا من تدرّب طويلاً على ضبط مشاعره، وتقدير نفسه حقّ قدرها.